قصة نجاح مشروع بسماية السكني

يتقدم مشروع بسماية السكني بشكل جيد وفق الجدول الزمني المرسوم
يقام مشروع بسماية السكني لحل .ازمة السكن في العاصمة العراقية

قصة نجاح مشروع بسماية السكني

في اذار من عام ٢٠١٠ تم اعلان مشروع الاسكان الوطني كجزء من الخطة الاقتصادية الانمائية في العراق وبحسب البرنامج المذكور عرضت الهيئة الوطنية للاستثمار مشروع بسماية السكني كاول مشروع نموذجي لمشاريع الاسكان المرتقبة في العراق.
مشروع بسماية السكني هو اول واكبر مشروع لتنمية المدن في تاريخ العراق حيث تقع المدينة على بعد ١٠ كيلومتر جنوب شرق بغداد وعلى خط العراق – الكويت السريع ويمتد على مساحة ١,٨٣٠ هيكتار ويخطط لاسكان٦٠٠ الف عراقي تقريبا ضمن ١٠٠ الف وحدة سكنية مع توفير الخدمات الاساسية من الكهرباء والماء والطرق .
اضافة الى الخدمات الاساسية ستقوم الحكومة العراقية بتوفيرالخدمات الاخرى من مؤسسات تعليمية و دينية وتجارية اضافة الى البنى التحتية كمعالجة المياه والمجاري.
من اجل انجاح هذا المشروع دققت الهيئة الوطنية للاستثمار عروض لعدة شركات من مختلف انحاء العالم حتى تأكدت بان شركة هانوا هي اكثر الشركات المؤهلة بافضل الخبرات والامكانيات المتقدمة لامتلاكها معرفة متراكمة بانشاء المجمعات السكنية، تطوير المدن ، انشاء المصانع ومعالجة المياه.
ان مشروع مدينة ايكو ميترو الجديدة في كوريا قد ساعد في اقناع الرسميين العراقيين بالتكنولوجيا المتقدمة التي تستخدمها الشركة وخبراتها الكبيرة حيث قامت الشركة بتطوير مرافق سكنية وتجارية وثقافية وتعليمية اضافة الى الطرق ومصانع معالجة المياه والبنى التحتية الاخرى على مساحة ٢٣٩ هكتار وبنجاح كبير.
ان الكثير من المطورين والمتعاقدين مستمرين في زيارة مدينة ايكوميترو ومن جميع انحاء العالم وابدى الجميع اعجابه الكبير بنوعية المشروع وامكانيات شركة هانوا مع اظهار اهتمام واسع بالتعاون معها لبناء مشاريع مشابهة حول العالم.
وتعتبر شركة هانوا من الشركات العشر الاولى في كوريا من اصل ٥٣ شركة محلية وتصنف عالميا بتسلسل ٧٨ ، وتضم حقيبة هانوا للاعمال مختلف الاختصاصات مثل : التصنيع و الكيمياويات، الطاقة اشمسية، الطاقة، الانشاءات، التامين، التمويل، تكنولوجيا المعلومات، الفنادق والمنتجعات، المتاجر الشاملة
وغيرها.

من اجل نجاح مشروع مدينة بسماية الجديدة وقعت شركة هانوا مذكرة تفاهم مع الحكومة العراقية في شهر ايار ٢٠١١ ، في حزيران ٢٠١١ قامت الشركة بتكوين فريق متخصص بالمهمة من ١٥٠ من المهندسين الاكفاء والمعماريين ومدراء التطوير وخبراء تكنولوجيا المعلومات ومتخصصي التمويل.
قام فريق الشركة باجراء اجتماعات فنية متعددة مع المختصين من الهيئة الوطنية للاستثمار واللجنة الفنية في بغداد وسيئول وفي اب من عام ٢٠١١ تم استكمال الخطة الاساسية للمشروع ، خطة التطوير الاساسية ، خارطة الوحدة والتصميم الميكانيكي والالكتروني.
واخيرا في الـ ٣٠ من ايار ٢٠١٢ وقعت هانوا العقد الرسمي لبناء مدينة بسماية الجديدة مع التغطية الاعلامية الكبيرة وبحضور كل من دولة رئيس الوزراء العراقي – الاستاذ نوري كامل المالكي ورئيس الشركة – السيد سيونغ يون كم .
بالنسبة لانشاء المجمع السكني الخاص بفريق العمل حيث سيتم اسكان مايقارب ٢٦ الف عامل فيه، حيث يسير العمل حسب الجدول الزمني المخطط له ، اضافة الى التهيئة لنصب المصنع الذي سينتج الهياكل الاساسية للوحدات السكنية حيث يتكون من ٦ قطاعات ، ٨٣٩ مبنى في ٥٨ مجمع .
علما ان عدد العراقيين العاملين في المشروع حاليا هم اكثر بـ ٦ مرات من الكوريين الامر الذي يسهم في خلق فرص العمل والتنمية الاقتصادية اضافة الى التزام الشركة الكورية بتدريب الكوادر العراقية في مركزها المهني التدريبي وحتى اكمال المشروع في عام ٢٠١٩ .
وستسلم ٢٠ الف وحدة سكنية سنويا” وعلى مدى الـ ٥ سنوات التي تلي عام ٢٠١٥ اما البنى التحتية الاجتماعية من مدارس وعيادات طبية والمرافق الخدمية العامة الاخرى اضافة الى المناظر العامة فسيتم تطويرها بالتزامن مع عملية الانشاء للقواطع السكنية . في عام ٢٠١٩ ومع بناء مركز تجاري للمدينة ينجز في السنة السابعة لبناء مدينة بسماية الجديدة.

نصيحة للمشترين

يواجه العراق ازمة سكن حالياً في العاصمة مع ارتفاع اسعار العقارات ويامل العراقيون ان يكون مشروع مدينة بسماية السكنية الجديدة هو البديل لامتلاك سكن جديد بالقرب من بغداد.
مشروع مدينة بسماية الجديدة هو جزء من برنامج الاسكان الوطني الذي تتبناه الحكومة العراقية وهذا يضمن الحق للمشتري ويزيل المخاوف والقلق بشأن فشل المشروع او خسارة اموالهم اضافة الى ان انشاء مدينة بسماية الجديدة يتقدم بشكل جيد وفق الجدول الزمني .
ان مدينة بسماية الجديدة هي مدينة مخطط لها بشكل جيد حيث تحتوي على البنى التحتية التجارية والصحية والدينية والترفيهية والتعليمية اضافة الى شبكة طرق حديثة يجري بنائها خصيصا للمشروع لربطها بالطريق السريع والعاصمة و تعد جميع المرافق الخدمية باسلوب عصري حيث ستطلق مدينة بسماية اسلوب الحياة الجديد في العراق.
ويفضل العراقيون لحد الان العيش في منازل منفصلة على الشقق ومع ذلك فان اسلوب الحياة العالمي وفي المدن المتقدمة في العالم بما في ذلك مدينة بسماية الجديدة هو العيش في شقق والتي لها مميزات تم ذكرها.
ليس للعراقيين خبرة كبيرة بشان العيش في شقق ولمدد طويلة وربما هم يتوقعون انها كالعيش معلق في الهواء ولكن حالما يعيشون فيها سيشعرون مدى ملائمتها وسيتقبلون الفكرة كما لو كانت في ثقافتهم الاصلية للعيش.

 

سكنت الوجبة الاولى من المشترين في مدينة بسماية الجديدة في نيسان / ٢٠١٦

 

رجل ميشغان في العراق

بقلم رئيس التحرير – سرمد القاسم

قد تكون الرحلة من ميشغان إلى بغداد بشهادة عليا في هندسة الميكانيك أطول رحلة لرجل مثل سامي الأعرجي. إنها مسافة العبور بين عهدين صاخبين لرجل من بقايا الطبقة الوسطى في العراق، أو إنّه من آخر أبنائها. وفي بلد مثل العراق تتطلب الارتحال بين زمنين إتقان المشي في حقل ألغام.

سامي رؤوف تقي مهدي الاعرجي من مواليد مدينة الكاظمية في بغداد العام 1945، من عائلة متوسطة الدخل أو أقل نسبياً، مستواه العملي منحه فرصة القبول في بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الهندسة، فحصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ثم اكمل الماجستير، ثم الدكتوراه العام 1973.

في آيار (مايو) ٢٠١٢، عاد الأعرجي إلى ميشغان بينما بغداد تكافح لتحصل على أقل فرص النمو والحياة. في تلك اللحظة كان سامي في طيارته يراقب العاصمة الموجوعة تتصاغر إلى خريطة لأحلام لم تتحقق بعد. وصل “العقل” المكلف بـ”الاستثمار” إلى ميشغان في زيارة تكريم قصيرة. دخل جامعته القديمة حيث زملاؤه الأميركيون يمنحونه جائزة “الخريج المتميز”، وفي حينها كان حاكم ميشغان يكشف له كيف أن الجامعة تراقب طلابها وهم في بقعة ملتهبة من العالم.

عاد “سامي” إلى بغداد، وكأنها الرحلة الطويلة ذاتها، حيث ينتظره مهندسو السياسية الذين يضعون أمامه معادلات لا يمكن حلها، ولو بجائزة “خريج متميز” من بلاد العم “سام”.

يقول فاروق الجنابي، وهو أحد زملاء الأعرجي في جامعة MSU، في ولاية ميشغان، إنه “كان شاباً ذكياً، من أولئك العراقيين القلائل الذين واصلوا العمل حتى نيل شهادة البكالوريوس. وفي ما بعد استمر في الدراسة على نفقته الخاصة، لأن الدولة قررت إيقاف رواتبه، لينال أخيراً شهادة الدكتوراه في هندسة الميكانيك”.

في بلد مثل العراق، عانى تحولات سياسية واقتصادية عنيفة ولا يزال يصارع من أجل الاستقرار، فإن شخصاً مثل سامي الأعرجي يمكنه أن يواجه ما لم يكن يتوقعه طيلة مسيرته المهنية. إنه عراق الصفقات، والسمسرة، والعقود، والفن السياسي البارع في تغطية الفساد، والحاذق في توريته وجعله سياقاً يقود الدولة، بل يُدخله قيمةً في منظومة الحياة العامة. إنه عراق يقطع الطريق بين طالب من ميشغان، ومهندس في “هيئة استثمار” بمعادلة غير محلولة تفرض المحاصصة، وتقول لنا إنه “العراق الجديد”.

سامي، ومن دون لقبه “السيد”، كان ولا يزال قاب قوسين أو أدنى من أن يكون على حافة السقوط حين يحاصره “النظام” بأسلحته المعتادة، إذ على الرجل أن يكتب للجميع، الجميع المختلف المتحارب المتناحر من “سادة” و”عامة”، معادلةً تنفذ منها سليماً فرص النمو والاستقرار.

سامي، وبلقبه “السيد” وبسيرته المهنية في نظام ما قبل ٢٠٠٣، يواجه “شعرة” الاتهام، وكان عليه أن يمشى فوقها من دون أن يسقط، وأن يصل أخيراً من دون إصابات سياسية، إلى صورة “أبن الطبقة الوسطى” الناجي من محرقة ما بعد ٢٠٠٣.

سامي بلقبه “الأعرجي”، كان عليه قبل أن يدخل مكتبه في هيئة الاستثمار، أن يفكر بتحولات العراق بين الطوائف لا بسيرة أكاديمية ومهنية طويلة. سامي، بهذا المعنى، يمشي حافياً على جمر العصبيات العراقية، وكل “عصبية” تريد استثمار النهرين، بالجبل على الهور، بالنفط مع الأرض، لوحدها وبين حجرها، ولو كلف ذلك المكوث في خندق بسلاح الدين.

ولو ترك سامي، بلقبه السيد، ووظيفته رئيساً للاستثمار، معادلة الطوائف، وقرر مواجهة تعقيدات اقتصاد العراق، لاكتشف سريعاً أنه في مواجهة الـ”لا نظام”. إنه يعرف تماماً كيف يكتشف اقتصاداً “خنثياً” فقط حين يطابق “الأصل” بصورة المعادلات الرياضية التي كان درسها لسنوات طويلة، فلا العراق مركزي في اقتصاده، ولا هو سوق مفتوح بضوابط أو بدونها.

في شباط (فبراير) ٢٠١٥، ظهر الأعرجي في ندوة صحافية بالعاصمة بغداد، كان يطلق رسائل عشر سنوات من محاولات “إنقاذ” الهوية الاقتصادية. وفي يومها كان الأعرجي “يشفر” الإصلاح السياسي من منظوره الخاص، تحديداً كان يقول إن ما ينقص الميكانو الاقتصادي في العراق هو مشروع “النافذة الواحدة”. لوهلة، بدا أن من سمع الأعرجي يتحدث عن نافذته لا يعرفها، ولولهة أيضاً، كان الأعرجي يعرف مخاطر النطق أمام نخبة من الصعب عليها “الاستماع” جيداً.

نافذة الأعرجي “الواحدة” كانت تقصي جيشاً من فرسان الروتين والبيروقراطية في العراق، بل أنها تقطع حبال السمسرة الممتدة إلى مكاتب فاسدين، وآخرين نائمين على مكاتب توقع وتصدر وتورد كتباً لا طائل منها. نافذة الأعرجي، ببساطة، تنهي تراث المركزية الفظة في مواجهة الأموال التي تحرك الحياة في العراق.

إنها، ببساطة، تعني إنهاء زمن “الحصول على ترخيص صناعي – على سبيل المثال – لتطوير الأرض في وقت طويل نبذله في إجراءات لا تنتهي وتجعل المستثمرين يترددون على كثير من الدوائر الحكومية ولفترات طويلة، في عملية تعيق النشاطات التجارية الراغبة في الاستفادة من فرص العراق المتاحة”.

ولأن تطوير الأرض يجب أن يسبقه الحصول على رخصة وتصريح، فقد كان هذا هو السبب الذي جعل الأعرجي يعتقد بأنه كلما حصل المستثمر على الترخيص بصورة أسرع وأسهل، كلما كان احتمال دخوله للعمل في العراق أكبر.

برنامج النافذة الواحدة يقدم جميع الخدمات المطلوبة ومن مكان واحد فقط، مثل خدمات الحصول على الأرض الصناعية والترخيص، وكما يشير الإسم، فإن برنامج النافذة الواحدة سيوفر الوقت والجهد على جميع العملاء والمستثمرين حيث يمكن إنهاء جميع الإجراءات في مكان واحد فقط ومن خلال عملية واحدة فقط يقوم بها موظف واحد فقط.

موظف واحد فقط؟ هل كان يقصد الأعرجي، حقاً، إن الاستثمار يمر في موظف واحد فقط؟ إنه، وفق العراق الذي “لا يحلم به” رجل واحد قادم من ميشغان إلى بغداد.

يؤمن الأعرجي، أن إنشاء نظام النافذة الواحدة يمثل مشروعاً معقداً للإصلاح السياسي. لكن في الوقت نفسه يعرف أنه أداة مواتية لتيسير الاستثمار عبر الحدود. كأنه يقول للعقلية الكلاسيكية العراقية في نطاق الاقتصاد إنه “آخر الدواء الكي”، وأن عليهم التخلص من بقايا ثلاثة عقود من المركزية كانت فيه الدولة “البقرة السمينة” التي يحلبها الجميع.