خلال مؤتمر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في باريس
العراق ينتخب لرئاسة مجموعة العمل التابعة لبرنامج حماية الاستثمارات في منطقة البحر المتوسط
اختارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) التابعة للامم المتحدة العراق بمشاركة فرنسا لرئاسة مجموعة العمل لحماية الاستثمار في منطقة البحر المتوسط العائدة لبرنامج الاستثمار في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مؤتمراً نظمه البرنامج في باريس بتاريخ 9/12/2013 تحت عنوان ” رعاية الاستثمار في البنى التحتية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا: التخفيف من المخاطر في اوقات عدم الاستقرار”.
ومثل العراق رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور سامي رؤوف الاعرجي في أعمال المؤتمر الذي عقد بمشاركة ممثلي الدول الاعضاء في المنظمة ، بالاضافة الى عدد كبير من المؤسسات الدولية المهمة المعنية كالبنك الدولي والبنك الاوربي للاستثمار والمفوضية الاوربية والاتحاد المتوسطي وممثلي الشركات والخبراء والاكاديميين ، فضلا عن سفير جمهورية العراق في باريس الدكتور فريد مصطفى كامل ياسين .
واعرب رئيس الهيئة في كلمة له بهذه المناسبة عن عميق شكره وتقديره لاختيار العراق من قبل الدول الاعضاء ودول المنطقة لرئاسة مجموعة عمل حول موضوع مهم جداً كأمن الاستثمارات ، والذي يدل على تثمين تلك الدول والمنظمة لما حققه العراق من خطوات على طريق اعادة تأهيل اقتصاده والنهوض به وخلق بيئة استثمارية مشجعة تساهم في عملية اعادة بناء العراق وثقتها في قدرة العراق على الاستمرار بما بدأ به ، ورغبتها في تعزيز دور العراق في المنظمة والاستفادة لاقصى حد مما توفره من خبرة ومعرفة عملية في مجالات اهتمامها التي يحتاجها العراق.
واشار الى ان اختيار العراق لرئاسة مجموعة عمل تعنى بحماية الاستثمارات تمثل رسالة قوية الى المستثمر عن ايمان العراق باهمية الاستثمار لاعادة بناء البلد ومدى التزامه بضمان حقوق المستثمرين ، مما سيشجع وبالاخص المترددين منهم على التعامل معه ، مشيدا بتعاون المنظمة مع الهيئة الذي بدأ عام 2010 وفي مجالات مهمة منها تنفيذ مشاريع المدن الاستثمارية ومشاريع البنى التحتية المختلفة .
واستعرض الاعرجي أهم ما تم انجازه في العراق في المجال الاقتصادي خلال فترة الخمس سنوات الماضية التي شهدت عملاً مكثفاً رغم صعوبتها التي يعرفها الجميع ، مبينا ان العراق نجح في تحقيق نسبة نمو حوالي 9% عام2012 وتقليل نسبة البطالة لتصل الى 11 % والفقر لتصل الى 19% ، مؤكدااهتمام الحكومة العراقية الكبير بمسألة تطوير البنى التحتية : خدمات الماء والصرف الصحي والكهرباء والصحة والتعليم والطرق والسكك الحديد والموانئ والمطارات والاتصالات وبناء المساكن وغيرها من القطاعات المهمة لنهضة العراق .
وافاد ان هناك العديد من المشاريع الكبيرة قيد الانجاز وانه تم تخصيص جزء كبير من ميزانية الخطة الخمسية الحالية (2013-2017) للبنى التحتية واعادة تأهيل القطاعات الاقتصادية.
كما أكد ان تأسيس الهيئة الوطنية للاستثمار عام 2007 جاء نتيجة لاهتمام العراق الكبير باهمية الاستثمار ، وان العراق عازم على خلق بيئة تشريعية ملائمة للاستثمار وان قانون الاستثمار كان احد اهم الخطوات على ذلك الطريق ، مشيرا الى ان النظام الاستثماري الحالي مريح وان كان ليس كاملاً وان الاقتصاد العراقي لا يزال في مرحلة انتقالية من اقتصاد مركزي الى اقتصاد السوق ، وان ما تحقق حتى الآن هو جيد لكن الحكومة العراقية تتطلع لانجاز المزيد وستستمر في جهود اعادة تأهيل وتحديث الاقتصاد.
وتطرق رئيس الهيئة في كلمته عن الوجود الاستثماري الاجنبي حالياً في العراق واصفاً اياه بالمهم والى الوفود الاقتصادية المهمة التي تزور العراق باستمرار، مؤكداً عزم العراق على جذب المزيد من المستثمرين.
وفي ختام كلمته وجه رئيس الهيئة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) الدعوة لعقد الاجتماع المقبل لها في بغداد ، معربا عن استعداد الهيئة لاقامة المؤتمر .
على صعيد متصل بحث المؤتمر التسهيلات الممكن تقديمها للقطاع الخاص للاستثمار في مشاريع البنى التحتية في منطقة الشرق الاوسط والبحر المتوسط من قبل القطاع الخاص، حيث اكدت المنظمة والدول الاعضاء بان البنى التحتية عنصر اساس لبيئة العمل وله دور كبير في خلق الوظائف .
وناقش الحضور الطلب المتزايد على البنى التحتية في المنطقة والذي يعيقه انخفاض استثمار القطاع الخاص في مشاريع كبرى بسبب الاوضاع الاقتصادية الدولية وعدم الاستقرار في عدد من دول المنطقة